
كشفت حكومة أبوظبي في عام 2006 النقاب عن خطط لإنشاء منطقة ثقافية تحويلية، أطلق عليها اسم “جزيرة السعادة”. وسعت هذه المبادرة الطموحة إلى المساعدة في ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي للفنون والثقافة والسياحة، حيث تضم مجموعة متنوعة من المرافق الثقافية الرائدة مثل المتاحف والمدارس عالمية المستوى وغير ذلك الكثير.
منطقة السعديات الثقافية
افتُتحت منارة السعديات في عام 2009 وأصبحت قلب الجزيرة النابض والمكان الأبرز للزوار. وتستضيف منارة السعديات معرض أبوظبي الفني السنوي ومجموعة من المعارض وورش العمل والعروض.
عجائب معمارية وأيقونات ثقافية
يعد متحف اللوفر أبوظبي، الذي يحظى بشعبية كبيرة، والذي تم افتتاحه عام 2017، تحفة معمارية مبهرة صممت على يد المعماري جان نوفيل. ويعتبر المتحف الناتج عن اتفاقية بين فرنسا والإمارات، أول متحف عالمي في شبه الجزيرة العربية وأكبر مشروع ثقافي فرنسي في الخارج، ويُشكّل جسراً رائعاً بين الفنون الشرقية والغربية، حيث يُعرض فيه أبرز الإنجازات الفنية للإنسانية عبر العصور.
أما متحف جوجنهايم أبوظبي، الذي صممه فرانك جيري والمتوقع افتتاحه قريباً، فسيكون أكبر متحف لجوجنهايم على مستوى العالم. ويعد هذا المتحف وجهة رئيسية للفن الحديث والمعاصر، ما يعزز المشهد الثقافي والفني للجزيرة.
ويعد متحف زايد الوطني وبيت العائلة الإبراهيمية، وهو مجمع متعدد الأديان يضم مسجداً ومعبداً يهودياً وكنيسة، جزءاً من هذا النسيج الثقافي الذي يحتفي بتراث دولة الإمارات العربية المتحدة والتزامها بالوئام الديني، حيث أنه المكان الوحيد من نوعه الذي تلتقي فيه أماكن العبادة المختلفة في نفس المكان.
مكانٌ يجمع بين الفن والتاريخ والطبيعة
وتجمع جزيرة السعديات بين الهندسة المعمارية المذهلة للمواقع الثقافية والأراضي الطبيعية الخصبة التي تشمل الساحرة التي تستقر عليها سلاحف منقار الصقر والمنتجعات الفاخرة وملاعب الجولف. وتقدم الجزيرة تجربة فريدة تجمع بين الاسترخاء والمشاركة الثقافية. ويوفر نادي شاطئ السعديات للجولف، وهو أول ملعب مطل على المحيط في المنطقة، تحديات رياضية ومناظر طبيعية خلابة، ما يعزز جاذبية التجربة الترفيهية في الجزيرة.
مركز للتعلم والابتكار
تعكس المؤسسات التعليمية مثل جامعة نيويورك أبوظبي وبيركلي أبوظبي تفاني الجزيرة في التفوق الأكاديمي والتبادل الثقافي.
مستقبل جزيرة السعديات
ومع المشاريع المُقبلة مثل متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي، المقرر افتتاحه في عام 2025، تواصل جزيرة السعديات رحلتها نحو المزيد من التطور. وقد تم تصميم وإدماج كل مشروع جديد بعناية فائقة للحفاظ على الجاذبية المعمارية والبصرية المميزة للجزيرة، في الوقت الذي تقدم فيه للزوار تجارب ثقافية عميقة وغنية.
وتعد جزيرة السعديات مكاناً مميزاً، يشهد انسجاماً بديعاً بين الفن والطبيعة والعنصر الإنساني في لوحة ديناميكية متكاملة ومتناغمة. ومع مواصلة جزيرة السعديات تطورها وتنميتها، تظل في طليعة رؤية إمارة أبوظبي لتصبح وجهة سياحية رائدة، وتقدم بذلك وعوداً بتجارب لا تنسى وسط جمالها الطبيعي وحيويتها المبهرة.